hussein al-masri
المساهمات : 12 تاريخ التسجيل : 13/03/2010 العمر : 34
| موضوع: الطوفان الأخير وطوق النجاة!! الإثنين أبريل 26, 2010 8:08 pm | |
| الطوفان الأخير وطوق النجاة!! الأرض تحمل بالفساد : قال تعالى ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41 الروم ) لم تحمل الأرض ، حملا فاسدا ومفسدا ، في تاريخها الطويل ، كهذا الحمل ، الذي حملته في المائة سنة الأخيرة . فقد حوت في رحمها ، جميع خطايا ومعاصي الأمم السابقة ، التي كانت فيما مضى ، تُهلك لمجرد خطيئة أو معصية واحدة تُصرّ عليها ، كعبادة الأصنام ، أو إتيان الفواحش ، أو تطفيف الكيل ، وذلك بالرغم من وجود ، تعاليم موسى وعيسى ومحمد ، عليهم الصلاة والسلام ، حية مسطورة بين دفات الكتب . فالأرض حبلى بالفساد ، ولا بد لهذا الحمل ، الذي عظم شأنه وكبر حجمه ، من جراحة قيصرية مؤلمة جدا ، لإنقاذ رحم الأرض ، قبل أن تتسرّب لبقيته العفونة ، فلا يُسمح له بحمل آخر . قال تعالى ( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ ، فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ ، مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ ، حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ، وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ، أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا ، فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا ، كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ، كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24 يونس ) هذه الآية تحمل في ثناياها سنة إلهية ، جاءت على شكل شرط وجواب للشرط ، والشرط ، ( أَخَذَتْ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ، وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ) ، هو أن تأخذ الأرض أبهى صورها ، وأن يُصبح أهلها منشغلون بمظاهرها ، مفتونون بجمالها ، يبذلون قصارى جهدهم في تحصيل متاعها ، غافلين عن شكر خالقها وبارئها ، ظانين أنهم قادرين ، وبلا منازع ، على تصريف شؤونها ، وشؤون من على ظهرها من المخلوقات ، منتقصين قدر وقدرة ، خالقهم وخالقها . أما جواب الشرط ، فهو مجيء أمر الله ، ( أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا ) ، وماهية أمر الله تتبين من النتيجة ، في تعقيبه سبحانه وتعالى ، (فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا ، كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ) ، وهي خراب الأرض ، بزوال زينتها وزخرفها ، التي أشغلت الناس عن عبادة الله ، وهي تشمل كل ما تراه من حولك ، من مفاتن الحياة ، التي اغتر بها الناس ، إلا من رحم ربي وهم قليل ، وذلك يعني هلاك الكثير من الناس . وإن لم تستخدم الأسلحة النووية ، في جعل الأرض صحراء قاحلة ، أينما وقع من أهلها ، ما أخبرت عنه الآيات ، فما الذي سيجعلها كذلك ، مع حتمية زوال هذه الأسلحة ، كما كنا قد أوضحنا في فصول سابقة . وهذه السنة الإلهية ، ستمضي في عصرنا ، وقريبا جدا ، كما مضت مرارا وتكرارا في الأقوام ، كلما ابتعد الناس عن الغاية الإلهية ، من جعل الإنسان خليفة في الأرض ، ويُعقّب سبحانه ، أنه فصّل الآيات ، وأن هذا الأمر المفصّل في الآية ، مطروح للتفكّر فيه ، بمعنى أنك متى عاينت ما أخبرت عنه الآيات ، متمثّلا على | |
|